مولاي صلِّ و سلِّم دائما أبدا
صفحة 1 من اصل 1
مولاي صلِّ و سلِّم دائما أبدا
اللهم صلي على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد
كما صليت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم
و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد
كما باركت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم
في العالمين إنك حميد مجيد
بردة المديح للامام البوصيرى
أمنْ تذكر جيرانٍ بذى ســــلمٍ مزجْتَ دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــدمِ
أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمـــةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضـمِ
فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتــا وما لقلبك إن قلت استفق يهــــمِ
أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتـــمٌ ما بين منسجم منه ومضْطَّــــــرمِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـللٍ ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شــهدتْ به عليك عدول الدمع والســــقمِ
وأثبت الوجدُ خطَّيْ عبرةٍ وضــنىً مثل البهار على خديك والعنــــمِ
نعمْ سرى طيفُ منْ أهوى فأرقـني والحب يعترض اللذات بالألــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلــــمِ
عَدتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمســـــتترٍ عن الوشاة ولا دائي بمنحســــمِ
محضْتني النصح لكن لست أســمعهُ إن المحب عن العذال في صــممِ
إنى اتهمت نصيحَ الشيب في عذَلٍ والشيبُ أبعدُ في نصح عن التهــم
فإنَّ أمَارتي بالسوءِ ما أتعظـــتْ من جهلها بنذير الشيب والهـــرمِ
ولا أعدّتْ من الفعل الجميل قـرى ضيفٍ ألمّ برأسي غيرَ محتشـــم
لو كنتُ أعلم أني ما أوقـــرُه كتمتُ سراً بدا لي منه بالكتــمِ
منْ لي بردِّ جماحٍ من غوايتهـــا كما يُردُّ جماحُ الخيلِ باللُّجُــــمِ
فلا ترمْ بالمعاصي كسرَ شهوتهـــا إنَّ الطعام يقوي شهوةَ النَّهـــمِ
والنفسُ كالطفل إن تُهْملهُ شبَّ على حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــمِ
فاصرفْ هواها وحاذر أن تُوَليَــهُ إن الهوى ما تولَّى يُصْمِ أو يَصِـمِ
وراعها وهي في الأعمالِ ســائمةٌ وإنْ هي استحلتِ المرعى فلا تُسِمِ
كمْ حسنتْ لذةً للمرءِ قاتلــةً مـن حيث لم يدرِ أنَّ السم فى الدسـمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخـــــمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأتْ من المحارم والزمْ حمية النـــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصِهِما وإنْ هما محضاك النصح فاتَّهِـــمِ
ولا تطعْ منهما خصماً ولا حكمـــاً فأنت تعرفُ كيدَ الخصم والحكــمِ
أستغفرُ الله من قولٍ بلا عمــــلٍ لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقـــــُمِ
أمْرتُك الخيرَ لكنْ ما ائتمرْتُ بـه وما اسـتقمتُ فما قولى لك استقـمِ
ولا تزودتُ قبل الموت نافلـــةً ولم أصلِّ سوى فرضٍ ولم اصــــمِ
في مدح النبي
ظلمتُ سنَّةَ منْ أحيا الظلام إلـــى إنِ اشتكتْ قدماه الضرَ من ورمِ
وشدَّ من سغبٍ أحشاءه وطـــوى تحت الحجارة كشْحاً مترف الأدمِ
وراودتْه الجبالُ الشمُ من ذهــبٍ عن نفسه فأراها أيما شــــممِ
وأكدتْ زهده فيها ضرورتُـــه إنَّ الضرورة لا تعدو على العِصَمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ لولاه لم تُخْرجِ الدنيا من العـدمِ
محمد سيد الكونين والثقليــــن والفريقين من عُرْب ومنْ عجــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحــــدٌ أبرَّ في قولِ لا منه ولا نعــــمِ
هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــمِ
دعا إلى الله فالمستمسكون بــه مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــمِ
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمـــسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهــــم من نقطة العلم أو من شكلة الحكمِ
فهو الذي تم معناه وصورتــه ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســـمِ
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـنه فجوهر الحسن فيه غير منقســـمِ
دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ
فإن فضل رسول الله ليس لــــه حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــمِ
لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً أحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ
لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه حرصاً علينا فلم نرْتبْ ولم نهـــمِ
أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى في القرب والبعد فيه غير مُنْفحـمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـدٍ صغيرةً وتُكلُّ الطرفَ من أمَـــمِ
وكيف يُدْرِكُ في الدنيا حقيقتـَه قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُــــــمِ
فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ وأنه خيرُ خلقِ الله كلهــــــمِ
وكلُ آيٍ أتى الرسل الكرام بها فإنما اتصلتْ من نوره بهــــمِ
فإنه شمسُ فضلٍ هم كواكبُهــا يُظْهِرنَ أنوارَها للناس في الظُلـمِ
أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـــقٌ بالحسن مشتملٍ بالبشر متَّســـــمِ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ والبحر في كرمٍ والدهر في هِمَمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتــــه في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ من معْدِنَي منطقٍ منه ومُبْتَســم
لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثـــــم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أبيات من قصيدة الهمزية للبوصيري رحمه الله
كيفَ تَرقَى رُقَيّك الأنبيَاءُ يَا سَماءً مَا طَاولتهَا سمَاء
لم يُسَاوكَ في عُلاَكَ وَ قَدْ حَا َلَ سَنًا منكَ دُونهُم و سَنَاءُ
إنّمَا مثّلوا صفَاتك َ للنّا س كَمَا مثّل النُجُومَ المَاءُ
أنتَ مصبَاحُ كلّ فضل فَمَا تصدر إلاّ عنْ ضوئكَ الأضواءُ
لكَ ذاتُ العُلوم منْ عَالم الغيب ومنْهَا لآدمُ الأسمَاءُ
لمْ تَزلْ في ضَمائر الكون تُختَار لكَ الأمهَاتُ و الأبَاءُ
تتبَاهى بكَ العصور و تَسْمُو بكَ عَلياء بَعدَ عَليَاءُ
نَسَبٌ تحسَبُ العليَا بحلاهُ قلدتهَا نُجُومُهَا الجوزاءُ
حَبّذَا عُقد سُؤدد و فَخَار أنت َ فيه اليتيمَةُ العَصمَاءُ
و محيًا كَالشمس منكَ مُضيء أسفَرتْ عنه ُ لَيلة ٌ
غَراءُ ليلَة المولد الذي كَانَ للدي ن سُرورٌ بيومه و ازدهَاءُ
و تَوَالتْ بُشرَى الهَواتف أنْ قَد ُ و لدَ المَصطفى وَ حقَّ الهَنَاءُ
و اتتْ قَومَهَا بأفضل مَمَا حمَلتْ بهْ مريمُ العذراءُ
رافعًا رأسهُ و في ذلك الرّفع إلى كل ّ سؤدد إيمَاءُ
رامقًا طرفهُ السمَاءَ و مَرمَى عين من شأنه العلوّ العلاءُ
و تَدلّت زهرُ النجوم إليه فأضاءت بضَوئهَا الأرجَاءُ
و تَراءت قُصُور قيصر بالرو م يَرَاهَا مَنْ دَارُهُ البَطحَاءُ
وَ بَدتْ في رضاعه مُعجزاتٌ ليسَ فيهَا عَن العيون خَفَاءُ
إذ أبتهُ ليتمه مُرضعَاتٌ قلن مَا في اليتيم عنَا غَنَاءُ
فأتتهُ منْ آل سعد فتَاةٌ قَد أبتهَا لفقرهَا الرضعَاءُ
أرضعتهُ لبانَها فسقتهُ و بنيهَا ألبَانهُن الشَاءُ
أصبَحّتْ شوّلا عجَافًا و أمستْ مَا بهَا شائل و لا عجفاءُ
أخصَبَ العيشُ عندَها بعدَ محل أنْ غد للنّبي منْهَا غذاءُ
بالهَامته لَقد ضوعفَ الأ جرُ عليهَا منْ ***هَا و الجزاءُ
وان سخَّرَ الإلهُ أنَاسًا لسعيد فانهم سعداء
حبَّةُ أنبتتْ سَنَابلٌ و العصف لَديه يستشرفُ الضعفَاءُ
و أتتْ جَدهُ و قَدْ فصلتهُ و بهَا مَنْ فصَاله البرحَاءُ
إذ أحاطت به ملائكةُ الله فظَنَنتْ بإنهُم قُرنَاءُ
و رأى و جدهَا به و من الوَ جد لَهيبٌ تصلي به الأحشَاءُ
فَارقتهُ كُرهًا و كَانَ لَديهَا ثَاويًا لا يَمل منهُ الثواءُ
شَقَّ علَى قَلبه و أخرجَ منهُ مُضغَةً عند غَسله سَودَاءُ
خَتمته يمنى الأمين و قَدْ أو دع مَا لم تذع لَه أنبَاءُ
صَانَ أسرَارَهُ الختَام فَلا الفضض مُلّمٌ به و لا الإفضَاءُ
ألفَ النسكَ و العبَادةَ و الخلوةَ طفلاً و هكذَا النُجَبَاءُ
و إذَا حَلَّتْ الهدايةُ قَلبًا نشطت في العبَادة الأعضَاءُ
بَعثَ اللهُ عند مبعثه الشَهب حراسًا و ضَاقَ عنهَا الفضَاءُ
تَطرُدُّ الجّنَّ عَنْ مَقَاعد للسمع كمَا تُطرَدُ الذئَابَ الرعَاءُ
فمحتْ آيةُ الكهَانة آيا ت من الوَحي مَا لهُنَّ انمحَاءُ
و رأتهُ خَديجةُ و التقى و الزهدُ فيه سَجيةٌ و الحيَاءُ
و أحَاديثً أنَّ وعدَ رَسول الله بالبعث حَانَ منهُ الوفَاءُ
فَدعتهُ إلى الزواج و مَا أحسن مَا يَبلغُ المُنَى الأذكيَاءُ
أتَاهُ في بَيتهَا جبرئيلُ بذي اللُّبّ في الإمُور ارتيَاءُ
أمَاطتْ عنْهَا الخمار لتدري أهوَ الوحيُ أم هُو الإغمَاءُ
فَاختفى عند كشفهَا الرأسَ جبريلُ فَمَا عَادَ أو أعيد الغطَاءُ
إستبَانتْ خديجةُ أنّه الكَنْزُّ الَّذي حَاولتهُ و الكيمياءُ
و في الكُفر نجدةٌ و اباء
أمُمًا أشربَتْ قُلُوبُهم الكفر فداءُ الضلال فيهم عيَاءُ
و رأينَا آيَاته فَاهتَدينَا و إذَا الحَقُّ جَاءَ زَالَ المراءُ
رَبّ إنَّ الهُدى هُدَاكَ و آيَاتكَ نُورٌ تَهدي بهَا مَنْ تَشَاءُ
كَمْ رَأيْنَا مَا لَيسَ يَعقلُ قَدْ أُلهمَ مَا لَيسَ يلهمُ العقلاءُ
إذْ أبَى الفيلُ مَا أتَى صَاحب الفيل و لَم يَنفع الحجَا و الذكاءُ
و الجَمَادَاتُ أفصَحتْ بالَّذي أخرسَ عنهُ لأحمد الفُصَحَاءُ
ويحَ قَوم جَفَوا نَبيًا بأرض ألفتهُ ضبَابُهَا و الظَبَاءُ
و سلوهُ و حنَّ جذعٌ إليه و قَلوهُ وودَّهُ الغُرَباءُ
أخرجوُهُ منْها وآواهُ غَارٌ و حمَتهُ حمَامةُ ورقَاءُ
و كَفتهُ بنسجهَا عَنكبُوتٌ مَا كفتهُ الحمَامةُ الحصداءُ
و اختَفى منهم علَى قرب مرآهُ و من شدَّة الظهُور
الخَفَاءُ و نَحَا المصطفى المدينة واشتَا قتْ إليه من مَكةَ الأنحَاءُ
و تغنَّتْ بمدحه الجنُُّ حتَّى أطرَب الإنسَ منهُ ذَاكَ الغنَاءُ
و اقتَفى أثرَهُ سُرَاقةُ فَاستهوتهُ في الأرض صَافن جَرداءُ
ثُمَّ نَاداهُ بَعدَمَا سميت الخسيف و قَدْ ينجدُ الغريقَ الندَاءُ
فَطَوىَ الأرضَ سَائرًا و السموا ت العُلا فَوقَهَا لَهُ اسرَاءُ
فَصف الليلة الَّّتي كَانَ للمخب تَار فيهَا على البُراق
استوَاءُ و تَرقَى به إلى قَابَ قوسين و تلكَ السيَادةُ القعسَاءُ
رُتَبٌ تَسقُطُ الأمَاني حَسرى دوُنَهَا مَا ورَاءهُنَ ورَاءُ
ثُمَّ وَافَى يُحدّثُ النَّاسَ شُكرًا إذ أتتهُ من ربّه النعمَاءُ
قصيدة في مدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعض أبياتها مكتوبة على المواجهة الشريفة ، بالمسجد النبوي الشريف .
يا خير من دفنت في الترب أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته
عند الصراط إذا ما زلت القدم
لولاك ما خلقت شمس ولا قمر
ولا سماء ولا لوح ولا قلم
فكن شفيعا متى ما ثرت من جدثي
فإنني ضيفكم والضيف محترم
صلى عليك إله العرش ما طلعت
شمس وحن إليك الضال والسلم
وصاحباك فلا ننساهما أبدا
منا السلام عليهم ما جرى القلم
يا يا رسول الله خذ بيدي
فقد تحملت عبئا فيه لم أقم
أستغفر الله مما قد جنيت على
نفسي ويا خجلي منه ويا ندمي
إن لم تكن لي شفيعا في المعاد فمن
يجير لي من عذاب الله والنقم
مولاي دعوة محتاج لنصرتكم
يشكو إليكم أذى الأيام والأزم
إني أعوذ بكم دنيا وآخرة
مما يسوء وما يفضي إلى التهم
تبلي عظامي وفيها من مودتكم
هوى مقيم وشوق غير منصرم
ما مر ذكركم إلا وألزمني
نثر الدموع ونظم المدح في كلم
عليكم صلوات الله ما سكرت
أرواح أهل التقى في راح ذكرهم
قيل في وصف الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم
خُص نبينا بعشر خصال ... لم يحتلم قط وما له ظلال
الأرض ما يخرج منه تبتلع ... كذلك الذباب عنه ممْتنع
تنام عيناه وقلب لا ينام ... من خلفه يرى كما يرى الأمام
لم يتثاءب قط وهى السابعة ... ولد مختوناً إليها تابعة
تعرفه الدواب حين يركب ... تأتى إليه ساعية لا تهرب
يعلوا جلوسه جلوس الجلسا ... صلى الله عليه صبحا ومسا
حسان بن ثابت شاعر الرسول
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني
وَأَجـمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُـلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ
كَـأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
…………….
أَغرُّ عليه للنبوة خاتَم من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تُعبد
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارا وبشر جنة وعلَّمنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عَمَّرتُ في الناس أشهد
تعاليت رب الناس عن قول من دعا سواك إلها أنت أعلى وأمجد
لك الخلق والنعماء والأمر كله فإياك نستهدي وإياك نعبد
في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم
أحمد شوقي
*
1 ولد الهدى فالكائنات ضياء******** * وفم الزمان تبسم وثناء
2 الروح والملأ الملائك حوله ********* للدين والدنيا به بشراء
3 والعرش يزهو والحظيرة تزدهي ** والمنتهى والسدرة العصماء
4 وحديقة الفرقان ضاحكة الربا ******** بالترجمان شذية غناء
5 والوحي يقطر سلسلا من سلسل*** * واللوح والقلم البديع رواء
6 نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة * ****في اللوح واسم محمد طغراء
7 اسم الجلالة في بديع حروفه ****** ألف هنالك واسم طه الباء
8 يا خير من جاء الوجود تحية * من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
9 بيت النبيين الذي لا يلتقي ********* إلا الحنائف فيه والحنفاء
10 خير الأبوة حازهم لك آدم ****** دون الأنام وأحرزت حواء
11 هم أدركوا عز النبوة وانتهت * *****فيها إليك العزة القعساء
12 خلقت لبيتك وهو مخلوق لها**** * إن العظائم كفؤها العظماء
13 بك بشر الله السماء فزينت ***** وتضوعت مسكا بك الغبراء
14 وبدا محياك الذي قسماته******* * حق وغرته هدى وحياء
15 وعليه من نور النبوة رونق ****** ومن الخليل وهديه سيماء
16 أثنى المسيح عليه خلف سمائه **** وتهللت واهتزت العذراء
17 يوم يتيه على الزمان صباحه***** * ومساؤه بمحمد وضاء
18 الحق عالي الركن فيه مظفر **** في الملك لا يعلو عليه لواء
19 ذعرت عروش الظالمين فزلزلت * وعلت على تيجانهم أصداء
20 والنار خاوية الجوانب حولهم *** خمدت ذوائبها وغاض الماء
21 والآي تترى والخوارق جمة ******* جبريل رواح بها غداء
22 نعم اليتيم بدت مخايل فضله ****** واليتم رزق بعضه وذكاء
23 في المهد يستسقى الحيا برجائه ***** وبقصده تستدفع البأساء
24 بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم **** يعرفه أهل الصدق والأمناء
25 يا من له الأخلاق ما تهوى العلا **** منها وما يتعشق الكبراء
26 لو لم تقم دينا لقامت وحدها ******* دينا تضيء بنوره الآناء
27 زانتك في الخلق العظيم شمائل ****يغرى بهن ويولع الكرماء
28 أما الجمال فأنت شمس سمائه***** وملاحة الصديق منك أياء
29 والحسن من كرم الوجوه وخيره *** ما أوتي القواد والزعماء
30 فإذا سخوت بلغت بالجود المدى *** وفعلت ما لا تفعل الأنواء
31 وإذا عفوت فقادرا ومقدرا ****** لا يستهين بعفوك الجهلاء
32 وإذا رحمت فأنت أم أو أب **** هذان في الدنيا هما الرحماء
33 وإذا غضبت فإنما هي غضبة * في الحق لا ضغن ولا بغضاء
34 وإذا رضيت فذاك في مرضاته *** ورضا الكثير تحلم ورياء
35 وإذا خطبت فللمنابر هزة ****** تعرو الندي وللقلوب بكاء
36 وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما * جاء الخصوم من السماء قضاء
37 وإذا حميت الماء لم يورد ولو *** أن القياصر والملوك ظماء
38 وإذا أجرت فأنت بيت الله لم **** يدخل عليه المستجير عداء
39 وإذا ملكت النفس قمت ببرها *** ولو ان ما ملكت يداك الشاء
40 وإذا بنيت فخير زوج عشرة ***** وإذا ابتنيت فدونك الآباء
41 وإذا صحبت رأى الوفاء مجسما **** في بردك الأصحاب والخلطاء
42 وإذا أخذت العهد أو أعطيته ***** فجميع عهدك ذمة ووفاء
43 وإذا مشيت إلى العدا فغضنفر **** وإذا جريت فإنك النكباء
44 وتمد حلمك للسفيه مداريا *** حتى يضيق بعرضك السفهاء
45 في كل نفس من سطاك مهابة *** ولكل نفس في نداك رجاء
46 والرأي لم ينض المهند دونه ** في العلم أن دانت بك العلماء
47 يأيها الأمي حسبك رتبة ***** في العلم أن دانت بك العلماء
48 الذكر آية ربك الكبرى التي *** فيها لباغي المعجزات غناء
49 صدر البيان له إذا التقت اللغى *** وتقدم البلغاء والفصحاء
50 نسخت به التوراة وهي وضيئة ** وتخلف الإنجيل وهو ذكاء
51 لما تمشى في الحجاز حكيمه** * فضت عكاظ به وقام حراء
52 أزرى بمنطق أهله وبيانهم ****** وحي يقصر دونه البلغاء
53 حسدوا فقالوا شاعر أو ساحر * ومن الحسود يكون الاستهزاء
54 قد نال بالهادي الكريم وبالهدى **** ما لم تنل من سؤدد سيناء
55 أمسى كأنك من جلالك أمة ********* وكأنه من أنسه بيداء
56 يوحى إليك الفوز في ظلماته ****** متتابعا تجلى به الظلماء
57 دين يشيد آية في آية *********** لبناته السورات والأدواء
58 الحق فيه هو الأساس وكيف لا * *****والله جل جلاله البناء
59 أما حديثك في العقول فمشرع *** والعلم والحكم الغوالي الماء
60 هو صبغة الفرقان نفحة قدسه **** والسين من سوراته والراء
61 جرت الفصاحة من ينابيع النهى *** من دوحه وتفجر الإنشاء
62 في بحره للسابحين به على ****** أدب الحياة وعلمها إرساء
63 أتت الدهور على سلافته ولم *** تفن السلاف ولا سلا الندماء
64 بك يا ابن عبد الله قامت سمحة *** بالحق من ملل الهدى غراء
65 بنيت على التوحيد وهي حقيقة **** نادى بها سقراط والقدماء
66 وجد الزعاف من السموم لأجلها **** كالشهد ثم تتابع الشهداء
67 ومشى على وجه الزمان بنورها ** كهان وادي النيل والعرفاء
68 إيزيس ذات الملك حين توحدت ** أخذت قوام أمورها الأشياء
69 لما دعوت الناس لبى عاقل***** * وأصم منك الجاهلين نداء
70 أبوا الخروج إليك من أوهامهم *** والناس في أوهامهم سجناء
71 ومن العقول جداول وجلامد ***** ومن النفوس حرائر وإماء
72 داء الجماعة من أرسطاليس لم *** يوصف له حتى أتيت دواء
73 فرسمت بعدك للعباد حكومة ******* لا سوقة فيها ولا أمراء
74 الله فوق الخلق فيها وحده ******* والناس تحت لوائها أكفاء
75 والدين يسر والخلافة بيعة *** والأمر شورى والحقوق قضاء
76 الإشتراكيون أنت إمامهم ****** لولا دعاوي القوم والغلواء
77 داويت متئدا وداووا ظفرة **** وأخف من بعض الدواء الداء
78 الحرب في حق لديك شريعة **** ومن السموم الناقعات دواء
79 والبر عندك ذمة وفريضة ********* لا منة ممنونة وجباء
80 جاءت فوحدت الزكاة سبيله *** حتى التقى الكرماء والبخلاء
81 أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى ** فالكل في حق الحياة سواء
82 فلو ان إنسانا تخير ملة ********* ما اختار إلا دينك الفقراء
83 يأيها المسرى به شرفا إلى ***** ما لا تنال الشمس والجوزاء
84 يتساءلون وأنت أطهر هيكل ***** بالروح أم بالهيكل الإسراء
85 بهما سموت مطهرين كلاهما ******** نور وريحانية وبهاء
86 فضل عليك لذي الجلال ومنة ***** والله يفعل ما يرى ويشاء
87 تغشى الغيوب من العوالم كلما **** طويت سماء قلدتك سماء
88 في كل منطقة حواشي نورها **** نون وأنت النقطة الزهراء
89 أنت الجمال بها وأنت المجتلى **** والكف والمرآة والحسناء
90 الله هيأ من حظيرة قدسه ******** نزلا لذاتك لم يجزه علاء
91 العرش تحتك سدة وقوائما ***** ومناكب الروح الأمين وطاء
92 والرسل دون العرش لم يؤذن لهم * **حاشا لغيرك موعد ولقاء
93 الخيل تأبى غير أحمد حاميا ****** وبها إذا ذكر اسمه خيلاء
94 شيخ الفوارس يعلمون مكانه ***** إن هيجت آسادها الهيجاء
95 وإذا تصدى للظبا فمهند ******** أو للرماح فصعدة سمراء
96 وإذا رمى عن قوسه فيمينه **** قدر وما ترمى اليمين قضاء
97 من كل داعي الحق همة سيفه *** فلسيفه في الراسيات مضاء
98 ساقي الجريح ومطعم الأسرى ومن ***** أمنت سنابك خيله الأشلاء
99 إن الشجاعة في الرجال غلاظة **** ما لم تزنها رأفة وسخاء
100 والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا **** فالمجد مما يدعون براء
101 والحرب يبعثها القوي تجبرا *** وينوء تحت بلائها الضعفاء
102 كم من غزاة للرسول كريمة **** فيها رضى للحق أو إعلاء
103 كانت لجند الله فيها شدة ******** في إثرها للعالمين رخاء
104 ضربوا الضلالة ضربة ذهبت بها *** فعلى الجهالة والضلال عفاء
105 دعموا على الحرب السلام وطالما *** حقنت دماء في الزمان دماء
106 الحق عرض الله كل أبية ***** بين النفوس حمى له ووقار
107 هل كان حول محمد من قومه ****** إلا صبي واحد ونساء
108 فدعا فلبى في القبائل عصبة **** مستضعفون قلائل أنضاء
109 ردوا ببأس العزم عنه من الأذى * ما لا ترد الصخرة الصماء
110 والحق والإيمان إن صبا على ***** برد ففيه كتيبة خرساء
111 نسفوا بناء الشرك فهو خرائب **** واستأصلوا الأصنام فهي هباء
112 يمشون تغضي الأرض منهم هيبة * وبهم حيال نعيمها إغضاء
113 حتى إذا فتحت لهم أطرافها ***** لم يطغهم ترف ولا نعماء
114 يا من له عز الشفاعة وحده ****** وهو المنزه ما له شفعاء
115 عرش القيامة أنت تحت لوائه ** والحوض أنت حياله السقاء
116 تروي وتسقي الصالحين ثوابهم ** والصالحات ذخائر وجزاء
117 ألمثل هذا ذقت في الدنيا الطوى * وانشق من خلق عليك رداء
118 لي في مديحك يا رسول عرائس *** تيمن فيك وشاقهن جلاء
119 هن الحسان فإن قبلت تكرما ***** فمهورهن شفاعة حسناء
120 أنت الذي نظم البرية دينه ****** ماذا يقول وينظم الشعراء
121 المصلحون أصابع جمعت يدا * هي أنت بل أنت اليد البيضاء
122 ما جئت بابك مادحا بل داعيا *** ومن المديح تضرع ودعاء
123 أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة ***** في مثلها يلقى عليك رجاء
124 أدرى رسول الله أن نفوسهم *** ركبت هواها والقلوب هواء
125 متفككون فما تضم نفوسهم * ****ثقة ولا جمع القلوب صفاء
126 رقدوا وغرهم نعيم باطل ******* ونعيم قوم في القيود بلاء
127 ظلموا شريعتك التي نلنا بها **** ما لم ينل في رومة الفقهاء
128 مشت الحضارة في سناها واهتدى ****في الدين والدنيا بها السعداء
129 صلى عليك الله ما صحب الدجى ** حاد وحنت بالفلا وجناء
130 واستقبل الرضوان في غرفاتهم *** بجنان عدن آلك السمحاء
خير الوسائل من يقع منهم على * سبب إليك فحسبي الزهراء
……………………………….
بأبي وأمي أنت يا خيـر الـورى
وصـلاةُ ربـي والسـلامُ معـطـرا
يا خاتـمَ الرسـل الكـرام محمـدٌ
بالوحي والقرآن كنـتَ مطهـرا
لك يـا رسـول الله صـدقُ محبـةٍ
وبفيضها شهِـد اللسـانُ وعبّـرا
لك يـا رسـول الله صـدقُ محبـةٍ
فاقتْ محبةَ مَن على وجه الثـرا
لك يـا رسـول الله صـدقُ محبـةٍ
لا تنتهـي أبـداً ولـن تتغـيـرا
لـك يـا رسـول الله منـا نصـرةٌ
بالفعـل والأقـوال عمـا يُفتـرا
نفديك بـالأرواح وهـي رخيصـةٌ
من دون عِرضك بذلها والمشترا
للشـر شِرذمـةٌ تطـاول رسمُهـا
لبستْ بثوب الحقد لونـاً أحمـرا
قد سولـتْ لهـمُ نفوسُهـم التـي
خَبُثَتْ ومكرُ القومِ كـان مدبَّـرا
تبّت يـداً غُلَّـتْ بِشـرّ رسومِهـا
وفعالِهـا فغـدت يمينـاً أبتـرا
الديـنُ محفـوظٌ وسنـةُ أحمـدٍ
والمسلمون يدٌ تواجِـه مـا جـرى
أوَ ما درى الأعداءُ كم كنـا إذا
ما استهزؤوا بالدين جنداً مُحضَرا
الرحمـةُ المهـداةُ جـاء مبشِّـرا
ولأفضـلِ الأديـان قـام فأنـذرا
ولأكـرمِ الأخـلاق جـاء مُتمِّـمـاً
يدعو لأحسنِهـا ويمحـو المنكـرا
صلـى عليـه اللهُ فـي ملكـوتـه
ما قام عبدٌ فـي الصـلاة وكبّـرا
صلـى عليـه اللهُ فـي ملكـوتـه
ما عاقب الليـلُ النهـارَ وأدبـرا
صلـى عليـه اللهُ فـي ملكـوتـه
ما دارت الأفلاكُ أو نجـمٌ سـرا
وعليـه مـن لـدن الإلـهِ تحيـةٌ
رَوْحٌ وريحـانٌ بطـيـب أثـمـرا
وختامُها عـاد الكـلامُ بمـا بـدا
بأبي وأمي أنت يا خيـرَ الـورا
كما صليت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم
و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد
كما باركت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم
في العالمين إنك حميد مجيد
بردة المديح للامام البوصيرى
أمنْ تذكر جيرانٍ بذى ســــلمٍ مزجْتَ دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــدمِ
أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمـــةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضـمِ
فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتــا وما لقلبك إن قلت استفق يهــــمِ
أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتـــمٌ ما بين منسجم منه ومضْطَّــــــرمِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـللٍ ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شــهدتْ به عليك عدول الدمع والســــقمِ
وأثبت الوجدُ خطَّيْ عبرةٍ وضــنىً مثل البهار على خديك والعنــــمِ
نعمْ سرى طيفُ منْ أهوى فأرقـني والحب يعترض اللذات بالألــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلــــمِ
عَدتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمســـــتترٍ عن الوشاة ولا دائي بمنحســــمِ
محضْتني النصح لكن لست أســمعهُ إن المحب عن العذال في صــممِ
إنى اتهمت نصيحَ الشيب في عذَلٍ والشيبُ أبعدُ في نصح عن التهــم
فإنَّ أمَارتي بالسوءِ ما أتعظـــتْ من جهلها بنذير الشيب والهـــرمِ
ولا أعدّتْ من الفعل الجميل قـرى ضيفٍ ألمّ برأسي غيرَ محتشـــم
لو كنتُ أعلم أني ما أوقـــرُه كتمتُ سراً بدا لي منه بالكتــمِ
منْ لي بردِّ جماحٍ من غوايتهـــا كما يُردُّ جماحُ الخيلِ باللُّجُــــمِ
فلا ترمْ بالمعاصي كسرَ شهوتهـــا إنَّ الطعام يقوي شهوةَ النَّهـــمِ
والنفسُ كالطفل إن تُهْملهُ شبَّ على حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــمِ
فاصرفْ هواها وحاذر أن تُوَليَــهُ إن الهوى ما تولَّى يُصْمِ أو يَصِـمِ
وراعها وهي في الأعمالِ ســائمةٌ وإنْ هي استحلتِ المرعى فلا تُسِمِ
كمْ حسنتْ لذةً للمرءِ قاتلــةً مـن حيث لم يدرِ أنَّ السم فى الدسـمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخـــــمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأتْ من المحارم والزمْ حمية النـــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصِهِما وإنْ هما محضاك النصح فاتَّهِـــمِ
ولا تطعْ منهما خصماً ولا حكمـــاً فأنت تعرفُ كيدَ الخصم والحكــمِ
أستغفرُ الله من قولٍ بلا عمــــلٍ لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقـــــُمِ
أمْرتُك الخيرَ لكنْ ما ائتمرْتُ بـه وما اسـتقمتُ فما قولى لك استقـمِ
ولا تزودتُ قبل الموت نافلـــةً ولم أصلِّ سوى فرضٍ ولم اصــــمِ
في مدح النبي
ظلمتُ سنَّةَ منْ أحيا الظلام إلـــى إنِ اشتكتْ قدماه الضرَ من ورمِ
وشدَّ من سغبٍ أحشاءه وطـــوى تحت الحجارة كشْحاً مترف الأدمِ
وراودتْه الجبالُ الشمُ من ذهــبٍ عن نفسه فأراها أيما شــــممِ
وأكدتْ زهده فيها ضرورتُـــه إنَّ الضرورة لا تعدو على العِصَمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ لولاه لم تُخْرجِ الدنيا من العـدمِ
محمد سيد الكونين والثقليــــن والفريقين من عُرْب ومنْ عجــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحــــدٌ أبرَّ في قولِ لا منه ولا نعــــمِ
هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــمِ
دعا إلى الله فالمستمسكون بــه مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــمِ
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمـــسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهــــم من نقطة العلم أو من شكلة الحكمِ
فهو الذي تم معناه وصورتــه ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســـمِ
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـنه فجوهر الحسن فيه غير منقســـمِ
دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ
فإن فضل رسول الله ليس لــــه حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــمِ
لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً أحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ
لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه حرصاً علينا فلم نرْتبْ ولم نهـــمِ
أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى في القرب والبعد فيه غير مُنْفحـمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـدٍ صغيرةً وتُكلُّ الطرفَ من أمَـــمِ
وكيف يُدْرِكُ في الدنيا حقيقتـَه قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُــــــمِ
فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ وأنه خيرُ خلقِ الله كلهــــــمِ
وكلُ آيٍ أتى الرسل الكرام بها فإنما اتصلتْ من نوره بهــــمِ
فإنه شمسُ فضلٍ هم كواكبُهــا يُظْهِرنَ أنوارَها للناس في الظُلـمِ
أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـــقٌ بالحسن مشتملٍ بالبشر متَّســـــمِ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ والبحر في كرمٍ والدهر في هِمَمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتــــه في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ من معْدِنَي منطقٍ منه ومُبْتَســم
لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثـــــم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أبيات من قصيدة الهمزية للبوصيري رحمه الله
كيفَ تَرقَى رُقَيّك الأنبيَاءُ يَا سَماءً مَا طَاولتهَا سمَاء
لم يُسَاوكَ في عُلاَكَ وَ قَدْ حَا َلَ سَنًا منكَ دُونهُم و سَنَاءُ
إنّمَا مثّلوا صفَاتك َ للنّا س كَمَا مثّل النُجُومَ المَاءُ
أنتَ مصبَاحُ كلّ فضل فَمَا تصدر إلاّ عنْ ضوئكَ الأضواءُ
لكَ ذاتُ العُلوم منْ عَالم الغيب ومنْهَا لآدمُ الأسمَاءُ
لمْ تَزلْ في ضَمائر الكون تُختَار لكَ الأمهَاتُ و الأبَاءُ
تتبَاهى بكَ العصور و تَسْمُو بكَ عَلياء بَعدَ عَليَاءُ
نَسَبٌ تحسَبُ العليَا بحلاهُ قلدتهَا نُجُومُهَا الجوزاءُ
حَبّذَا عُقد سُؤدد و فَخَار أنت َ فيه اليتيمَةُ العَصمَاءُ
و محيًا كَالشمس منكَ مُضيء أسفَرتْ عنه ُ لَيلة ٌ
غَراءُ ليلَة المولد الذي كَانَ للدي ن سُرورٌ بيومه و ازدهَاءُ
و تَوَالتْ بُشرَى الهَواتف أنْ قَد ُ و لدَ المَصطفى وَ حقَّ الهَنَاءُ
و اتتْ قَومَهَا بأفضل مَمَا حمَلتْ بهْ مريمُ العذراءُ
رافعًا رأسهُ و في ذلك الرّفع إلى كل ّ سؤدد إيمَاءُ
رامقًا طرفهُ السمَاءَ و مَرمَى عين من شأنه العلوّ العلاءُ
و تَدلّت زهرُ النجوم إليه فأضاءت بضَوئهَا الأرجَاءُ
و تَراءت قُصُور قيصر بالرو م يَرَاهَا مَنْ دَارُهُ البَطحَاءُ
وَ بَدتْ في رضاعه مُعجزاتٌ ليسَ فيهَا عَن العيون خَفَاءُ
إذ أبتهُ ليتمه مُرضعَاتٌ قلن مَا في اليتيم عنَا غَنَاءُ
فأتتهُ منْ آل سعد فتَاةٌ قَد أبتهَا لفقرهَا الرضعَاءُ
أرضعتهُ لبانَها فسقتهُ و بنيهَا ألبَانهُن الشَاءُ
أصبَحّتْ شوّلا عجَافًا و أمستْ مَا بهَا شائل و لا عجفاءُ
أخصَبَ العيشُ عندَها بعدَ محل أنْ غد للنّبي منْهَا غذاءُ
بالهَامته لَقد ضوعفَ الأ جرُ عليهَا منْ ***هَا و الجزاءُ
وان سخَّرَ الإلهُ أنَاسًا لسعيد فانهم سعداء
حبَّةُ أنبتتْ سَنَابلٌ و العصف لَديه يستشرفُ الضعفَاءُ
و أتتْ جَدهُ و قَدْ فصلتهُ و بهَا مَنْ فصَاله البرحَاءُ
إذ أحاطت به ملائكةُ الله فظَنَنتْ بإنهُم قُرنَاءُ
و رأى و جدهَا به و من الوَ جد لَهيبٌ تصلي به الأحشَاءُ
فَارقتهُ كُرهًا و كَانَ لَديهَا ثَاويًا لا يَمل منهُ الثواءُ
شَقَّ علَى قَلبه و أخرجَ منهُ مُضغَةً عند غَسله سَودَاءُ
خَتمته يمنى الأمين و قَدْ أو دع مَا لم تذع لَه أنبَاءُ
صَانَ أسرَارَهُ الختَام فَلا الفضض مُلّمٌ به و لا الإفضَاءُ
ألفَ النسكَ و العبَادةَ و الخلوةَ طفلاً و هكذَا النُجَبَاءُ
و إذَا حَلَّتْ الهدايةُ قَلبًا نشطت في العبَادة الأعضَاءُ
بَعثَ اللهُ عند مبعثه الشَهب حراسًا و ضَاقَ عنهَا الفضَاءُ
تَطرُدُّ الجّنَّ عَنْ مَقَاعد للسمع كمَا تُطرَدُ الذئَابَ الرعَاءُ
فمحتْ آيةُ الكهَانة آيا ت من الوَحي مَا لهُنَّ انمحَاءُ
و رأتهُ خَديجةُ و التقى و الزهدُ فيه سَجيةٌ و الحيَاءُ
و أحَاديثً أنَّ وعدَ رَسول الله بالبعث حَانَ منهُ الوفَاءُ
فَدعتهُ إلى الزواج و مَا أحسن مَا يَبلغُ المُنَى الأذكيَاءُ
أتَاهُ في بَيتهَا جبرئيلُ بذي اللُّبّ في الإمُور ارتيَاءُ
أمَاطتْ عنْهَا الخمار لتدري أهوَ الوحيُ أم هُو الإغمَاءُ
فَاختفى عند كشفهَا الرأسَ جبريلُ فَمَا عَادَ أو أعيد الغطَاءُ
إستبَانتْ خديجةُ أنّه الكَنْزُّ الَّذي حَاولتهُ و الكيمياءُ
و في الكُفر نجدةٌ و اباء
أمُمًا أشربَتْ قُلُوبُهم الكفر فداءُ الضلال فيهم عيَاءُ
و رأينَا آيَاته فَاهتَدينَا و إذَا الحَقُّ جَاءَ زَالَ المراءُ
رَبّ إنَّ الهُدى هُدَاكَ و آيَاتكَ نُورٌ تَهدي بهَا مَنْ تَشَاءُ
كَمْ رَأيْنَا مَا لَيسَ يَعقلُ قَدْ أُلهمَ مَا لَيسَ يلهمُ العقلاءُ
إذْ أبَى الفيلُ مَا أتَى صَاحب الفيل و لَم يَنفع الحجَا و الذكاءُ
و الجَمَادَاتُ أفصَحتْ بالَّذي أخرسَ عنهُ لأحمد الفُصَحَاءُ
ويحَ قَوم جَفَوا نَبيًا بأرض ألفتهُ ضبَابُهَا و الظَبَاءُ
و سلوهُ و حنَّ جذعٌ إليه و قَلوهُ وودَّهُ الغُرَباءُ
أخرجوُهُ منْها وآواهُ غَارٌ و حمَتهُ حمَامةُ ورقَاءُ
و كَفتهُ بنسجهَا عَنكبُوتٌ مَا كفتهُ الحمَامةُ الحصداءُ
و اختَفى منهم علَى قرب مرآهُ و من شدَّة الظهُور
الخَفَاءُ و نَحَا المصطفى المدينة واشتَا قتْ إليه من مَكةَ الأنحَاءُ
و تغنَّتْ بمدحه الجنُُّ حتَّى أطرَب الإنسَ منهُ ذَاكَ الغنَاءُ
و اقتَفى أثرَهُ سُرَاقةُ فَاستهوتهُ في الأرض صَافن جَرداءُ
ثُمَّ نَاداهُ بَعدَمَا سميت الخسيف و قَدْ ينجدُ الغريقَ الندَاءُ
فَطَوىَ الأرضَ سَائرًا و السموا ت العُلا فَوقَهَا لَهُ اسرَاءُ
فَصف الليلة الَّّتي كَانَ للمخب تَار فيهَا على البُراق
استوَاءُ و تَرقَى به إلى قَابَ قوسين و تلكَ السيَادةُ القعسَاءُ
رُتَبٌ تَسقُطُ الأمَاني حَسرى دوُنَهَا مَا ورَاءهُنَ ورَاءُ
ثُمَّ وَافَى يُحدّثُ النَّاسَ شُكرًا إذ أتتهُ من ربّه النعمَاءُ
قصيدة في مدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعض أبياتها مكتوبة على المواجهة الشريفة ، بالمسجد النبوي الشريف .
يا خير من دفنت في الترب أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته
عند الصراط إذا ما زلت القدم
لولاك ما خلقت شمس ولا قمر
ولا سماء ولا لوح ولا قلم
فكن شفيعا متى ما ثرت من جدثي
فإنني ضيفكم والضيف محترم
صلى عليك إله العرش ما طلعت
شمس وحن إليك الضال والسلم
وصاحباك فلا ننساهما أبدا
منا السلام عليهم ما جرى القلم
يا يا رسول الله خذ بيدي
فقد تحملت عبئا فيه لم أقم
أستغفر الله مما قد جنيت على
نفسي ويا خجلي منه ويا ندمي
إن لم تكن لي شفيعا في المعاد فمن
يجير لي من عذاب الله والنقم
مولاي دعوة محتاج لنصرتكم
يشكو إليكم أذى الأيام والأزم
إني أعوذ بكم دنيا وآخرة
مما يسوء وما يفضي إلى التهم
تبلي عظامي وفيها من مودتكم
هوى مقيم وشوق غير منصرم
ما مر ذكركم إلا وألزمني
نثر الدموع ونظم المدح في كلم
عليكم صلوات الله ما سكرت
أرواح أهل التقى في راح ذكرهم
قيل في وصف الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم
خُص نبينا بعشر خصال ... لم يحتلم قط وما له ظلال
الأرض ما يخرج منه تبتلع ... كذلك الذباب عنه ممْتنع
تنام عيناه وقلب لا ينام ... من خلفه يرى كما يرى الأمام
لم يتثاءب قط وهى السابعة ... ولد مختوناً إليها تابعة
تعرفه الدواب حين يركب ... تأتى إليه ساعية لا تهرب
يعلوا جلوسه جلوس الجلسا ... صلى الله عليه صبحا ومسا
حسان بن ثابت شاعر الرسول
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني
وَأَجـمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُـلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ
كَـأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
…………….
أَغرُّ عليه للنبوة خاتَم من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تُعبد
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارا وبشر جنة وعلَّمنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عَمَّرتُ في الناس أشهد
تعاليت رب الناس عن قول من دعا سواك إلها أنت أعلى وأمجد
لك الخلق والنعماء والأمر كله فإياك نستهدي وإياك نعبد
في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم
أحمد شوقي
*
1 ولد الهدى فالكائنات ضياء******** * وفم الزمان تبسم وثناء
2 الروح والملأ الملائك حوله ********* للدين والدنيا به بشراء
3 والعرش يزهو والحظيرة تزدهي ** والمنتهى والسدرة العصماء
4 وحديقة الفرقان ضاحكة الربا ******** بالترجمان شذية غناء
5 والوحي يقطر سلسلا من سلسل*** * واللوح والقلم البديع رواء
6 نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة * ****في اللوح واسم محمد طغراء
7 اسم الجلالة في بديع حروفه ****** ألف هنالك واسم طه الباء
8 يا خير من جاء الوجود تحية * من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
9 بيت النبيين الذي لا يلتقي ********* إلا الحنائف فيه والحنفاء
10 خير الأبوة حازهم لك آدم ****** دون الأنام وأحرزت حواء
11 هم أدركوا عز النبوة وانتهت * *****فيها إليك العزة القعساء
12 خلقت لبيتك وهو مخلوق لها**** * إن العظائم كفؤها العظماء
13 بك بشر الله السماء فزينت ***** وتضوعت مسكا بك الغبراء
14 وبدا محياك الذي قسماته******* * حق وغرته هدى وحياء
15 وعليه من نور النبوة رونق ****** ومن الخليل وهديه سيماء
16 أثنى المسيح عليه خلف سمائه **** وتهللت واهتزت العذراء
17 يوم يتيه على الزمان صباحه***** * ومساؤه بمحمد وضاء
18 الحق عالي الركن فيه مظفر **** في الملك لا يعلو عليه لواء
19 ذعرت عروش الظالمين فزلزلت * وعلت على تيجانهم أصداء
20 والنار خاوية الجوانب حولهم *** خمدت ذوائبها وغاض الماء
21 والآي تترى والخوارق جمة ******* جبريل رواح بها غداء
22 نعم اليتيم بدت مخايل فضله ****** واليتم رزق بعضه وذكاء
23 في المهد يستسقى الحيا برجائه ***** وبقصده تستدفع البأساء
24 بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم **** يعرفه أهل الصدق والأمناء
25 يا من له الأخلاق ما تهوى العلا **** منها وما يتعشق الكبراء
26 لو لم تقم دينا لقامت وحدها ******* دينا تضيء بنوره الآناء
27 زانتك في الخلق العظيم شمائل ****يغرى بهن ويولع الكرماء
28 أما الجمال فأنت شمس سمائه***** وملاحة الصديق منك أياء
29 والحسن من كرم الوجوه وخيره *** ما أوتي القواد والزعماء
30 فإذا سخوت بلغت بالجود المدى *** وفعلت ما لا تفعل الأنواء
31 وإذا عفوت فقادرا ومقدرا ****** لا يستهين بعفوك الجهلاء
32 وإذا رحمت فأنت أم أو أب **** هذان في الدنيا هما الرحماء
33 وإذا غضبت فإنما هي غضبة * في الحق لا ضغن ولا بغضاء
34 وإذا رضيت فذاك في مرضاته *** ورضا الكثير تحلم ورياء
35 وإذا خطبت فللمنابر هزة ****** تعرو الندي وللقلوب بكاء
36 وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما * جاء الخصوم من السماء قضاء
37 وإذا حميت الماء لم يورد ولو *** أن القياصر والملوك ظماء
38 وإذا أجرت فأنت بيت الله لم **** يدخل عليه المستجير عداء
39 وإذا ملكت النفس قمت ببرها *** ولو ان ما ملكت يداك الشاء
40 وإذا بنيت فخير زوج عشرة ***** وإذا ابتنيت فدونك الآباء
41 وإذا صحبت رأى الوفاء مجسما **** في بردك الأصحاب والخلطاء
42 وإذا أخذت العهد أو أعطيته ***** فجميع عهدك ذمة ووفاء
43 وإذا مشيت إلى العدا فغضنفر **** وإذا جريت فإنك النكباء
44 وتمد حلمك للسفيه مداريا *** حتى يضيق بعرضك السفهاء
45 في كل نفس من سطاك مهابة *** ولكل نفس في نداك رجاء
46 والرأي لم ينض المهند دونه ** في العلم أن دانت بك العلماء
47 يأيها الأمي حسبك رتبة ***** في العلم أن دانت بك العلماء
48 الذكر آية ربك الكبرى التي *** فيها لباغي المعجزات غناء
49 صدر البيان له إذا التقت اللغى *** وتقدم البلغاء والفصحاء
50 نسخت به التوراة وهي وضيئة ** وتخلف الإنجيل وهو ذكاء
51 لما تمشى في الحجاز حكيمه** * فضت عكاظ به وقام حراء
52 أزرى بمنطق أهله وبيانهم ****** وحي يقصر دونه البلغاء
53 حسدوا فقالوا شاعر أو ساحر * ومن الحسود يكون الاستهزاء
54 قد نال بالهادي الكريم وبالهدى **** ما لم تنل من سؤدد سيناء
55 أمسى كأنك من جلالك أمة ********* وكأنه من أنسه بيداء
56 يوحى إليك الفوز في ظلماته ****** متتابعا تجلى به الظلماء
57 دين يشيد آية في آية *********** لبناته السورات والأدواء
58 الحق فيه هو الأساس وكيف لا * *****والله جل جلاله البناء
59 أما حديثك في العقول فمشرع *** والعلم والحكم الغوالي الماء
60 هو صبغة الفرقان نفحة قدسه **** والسين من سوراته والراء
61 جرت الفصاحة من ينابيع النهى *** من دوحه وتفجر الإنشاء
62 في بحره للسابحين به على ****** أدب الحياة وعلمها إرساء
63 أتت الدهور على سلافته ولم *** تفن السلاف ولا سلا الندماء
64 بك يا ابن عبد الله قامت سمحة *** بالحق من ملل الهدى غراء
65 بنيت على التوحيد وهي حقيقة **** نادى بها سقراط والقدماء
66 وجد الزعاف من السموم لأجلها **** كالشهد ثم تتابع الشهداء
67 ومشى على وجه الزمان بنورها ** كهان وادي النيل والعرفاء
68 إيزيس ذات الملك حين توحدت ** أخذت قوام أمورها الأشياء
69 لما دعوت الناس لبى عاقل***** * وأصم منك الجاهلين نداء
70 أبوا الخروج إليك من أوهامهم *** والناس في أوهامهم سجناء
71 ومن العقول جداول وجلامد ***** ومن النفوس حرائر وإماء
72 داء الجماعة من أرسطاليس لم *** يوصف له حتى أتيت دواء
73 فرسمت بعدك للعباد حكومة ******* لا سوقة فيها ولا أمراء
74 الله فوق الخلق فيها وحده ******* والناس تحت لوائها أكفاء
75 والدين يسر والخلافة بيعة *** والأمر شورى والحقوق قضاء
76 الإشتراكيون أنت إمامهم ****** لولا دعاوي القوم والغلواء
77 داويت متئدا وداووا ظفرة **** وأخف من بعض الدواء الداء
78 الحرب في حق لديك شريعة **** ومن السموم الناقعات دواء
79 والبر عندك ذمة وفريضة ********* لا منة ممنونة وجباء
80 جاءت فوحدت الزكاة سبيله *** حتى التقى الكرماء والبخلاء
81 أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى ** فالكل في حق الحياة سواء
82 فلو ان إنسانا تخير ملة ********* ما اختار إلا دينك الفقراء
83 يأيها المسرى به شرفا إلى ***** ما لا تنال الشمس والجوزاء
84 يتساءلون وأنت أطهر هيكل ***** بالروح أم بالهيكل الإسراء
85 بهما سموت مطهرين كلاهما ******** نور وريحانية وبهاء
86 فضل عليك لذي الجلال ومنة ***** والله يفعل ما يرى ويشاء
87 تغشى الغيوب من العوالم كلما **** طويت سماء قلدتك سماء
88 في كل منطقة حواشي نورها **** نون وأنت النقطة الزهراء
89 أنت الجمال بها وأنت المجتلى **** والكف والمرآة والحسناء
90 الله هيأ من حظيرة قدسه ******** نزلا لذاتك لم يجزه علاء
91 العرش تحتك سدة وقوائما ***** ومناكب الروح الأمين وطاء
92 والرسل دون العرش لم يؤذن لهم * **حاشا لغيرك موعد ولقاء
93 الخيل تأبى غير أحمد حاميا ****** وبها إذا ذكر اسمه خيلاء
94 شيخ الفوارس يعلمون مكانه ***** إن هيجت آسادها الهيجاء
95 وإذا تصدى للظبا فمهند ******** أو للرماح فصعدة سمراء
96 وإذا رمى عن قوسه فيمينه **** قدر وما ترمى اليمين قضاء
97 من كل داعي الحق همة سيفه *** فلسيفه في الراسيات مضاء
98 ساقي الجريح ومطعم الأسرى ومن ***** أمنت سنابك خيله الأشلاء
99 إن الشجاعة في الرجال غلاظة **** ما لم تزنها رأفة وسخاء
100 والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا **** فالمجد مما يدعون براء
101 والحرب يبعثها القوي تجبرا *** وينوء تحت بلائها الضعفاء
102 كم من غزاة للرسول كريمة **** فيها رضى للحق أو إعلاء
103 كانت لجند الله فيها شدة ******** في إثرها للعالمين رخاء
104 ضربوا الضلالة ضربة ذهبت بها *** فعلى الجهالة والضلال عفاء
105 دعموا على الحرب السلام وطالما *** حقنت دماء في الزمان دماء
106 الحق عرض الله كل أبية ***** بين النفوس حمى له ووقار
107 هل كان حول محمد من قومه ****** إلا صبي واحد ونساء
108 فدعا فلبى في القبائل عصبة **** مستضعفون قلائل أنضاء
109 ردوا ببأس العزم عنه من الأذى * ما لا ترد الصخرة الصماء
110 والحق والإيمان إن صبا على ***** برد ففيه كتيبة خرساء
111 نسفوا بناء الشرك فهو خرائب **** واستأصلوا الأصنام فهي هباء
112 يمشون تغضي الأرض منهم هيبة * وبهم حيال نعيمها إغضاء
113 حتى إذا فتحت لهم أطرافها ***** لم يطغهم ترف ولا نعماء
114 يا من له عز الشفاعة وحده ****** وهو المنزه ما له شفعاء
115 عرش القيامة أنت تحت لوائه ** والحوض أنت حياله السقاء
116 تروي وتسقي الصالحين ثوابهم ** والصالحات ذخائر وجزاء
117 ألمثل هذا ذقت في الدنيا الطوى * وانشق من خلق عليك رداء
118 لي في مديحك يا رسول عرائس *** تيمن فيك وشاقهن جلاء
119 هن الحسان فإن قبلت تكرما ***** فمهورهن شفاعة حسناء
120 أنت الذي نظم البرية دينه ****** ماذا يقول وينظم الشعراء
121 المصلحون أصابع جمعت يدا * هي أنت بل أنت اليد البيضاء
122 ما جئت بابك مادحا بل داعيا *** ومن المديح تضرع ودعاء
123 أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة ***** في مثلها يلقى عليك رجاء
124 أدرى رسول الله أن نفوسهم *** ركبت هواها والقلوب هواء
125 متفككون فما تضم نفوسهم * ****ثقة ولا جمع القلوب صفاء
126 رقدوا وغرهم نعيم باطل ******* ونعيم قوم في القيود بلاء
127 ظلموا شريعتك التي نلنا بها **** ما لم ينل في رومة الفقهاء
128 مشت الحضارة في سناها واهتدى ****في الدين والدنيا بها السعداء
129 صلى عليك الله ما صحب الدجى ** حاد وحنت بالفلا وجناء
130 واستقبل الرضوان في غرفاتهم *** بجنان عدن آلك السمحاء
خير الوسائل من يقع منهم على * سبب إليك فحسبي الزهراء
……………………………….
بأبي وأمي أنت يا خيـر الـورى
وصـلاةُ ربـي والسـلامُ معـطـرا
يا خاتـمَ الرسـل الكـرام محمـدٌ
بالوحي والقرآن كنـتَ مطهـرا
لك يـا رسـول الله صـدقُ محبـةٍ
وبفيضها شهِـد اللسـانُ وعبّـرا
لك يـا رسـول الله صـدقُ محبـةٍ
فاقتْ محبةَ مَن على وجه الثـرا
لك يـا رسـول الله صـدقُ محبـةٍ
لا تنتهـي أبـداً ولـن تتغـيـرا
لـك يـا رسـول الله منـا نصـرةٌ
بالفعـل والأقـوال عمـا يُفتـرا
نفديك بـالأرواح وهـي رخيصـةٌ
من دون عِرضك بذلها والمشترا
للشـر شِرذمـةٌ تطـاول رسمُهـا
لبستْ بثوب الحقد لونـاً أحمـرا
قد سولـتْ لهـمُ نفوسُهـم التـي
خَبُثَتْ ومكرُ القومِ كـان مدبَّـرا
تبّت يـداً غُلَّـتْ بِشـرّ رسومِهـا
وفعالِهـا فغـدت يمينـاً أبتـرا
الديـنُ محفـوظٌ وسنـةُ أحمـدٍ
والمسلمون يدٌ تواجِـه مـا جـرى
أوَ ما درى الأعداءُ كم كنـا إذا
ما استهزؤوا بالدين جنداً مُحضَرا
الرحمـةُ المهـداةُ جـاء مبشِّـرا
ولأفضـلِ الأديـان قـام فأنـذرا
ولأكـرمِ الأخـلاق جـاء مُتمِّـمـاً
يدعو لأحسنِهـا ويمحـو المنكـرا
صلـى عليـه اللهُ فـي ملكـوتـه
ما قام عبدٌ فـي الصـلاة وكبّـرا
صلـى عليـه اللهُ فـي ملكـوتـه
ما عاقب الليـلُ النهـارَ وأدبـرا
صلـى عليـه اللهُ فـي ملكـوتـه
ما دارت الأفلاكُ أو نجـمٌ سـرا
وعليـه مـن لـدن الإلـهِ تحيـةٌ
رَوْحٌ وريحـانٌ بطـيـب أثـمـرا
وختامُها عـاد الكـلامُ بمـا بـدا
بأبي وأمي أنت يا خيـرَ الـورا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى